كتب : محمد وجيه
شهد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، الإحتفالية التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة للاحتفال بمئوية المخرج الراحل رائد الواقعية في السينما المصرية صلاح أبو سيف، مساء الأربعاء.
وقال وزير الثقافة إن أي دارس لأحوال المجتمع المصري سيتوقف طويلا أمام صلاح أبو سيف لقيمته الكبيرة في السينما المصرية والعربية، وافلامه التي تدور في إطار توثيق أحوال مصر، مشيرا إلى أن أعماله تعد رصدا دقيقا للمجتمع المصري اقتصاديا واخلاقيا وسياسيا.
وأضاف أن صلاح أبو سيف سيظل بيننا دائما، فالعمل الفني لا يقاس بوقت إبداعه ولكن بامتداد أثره، وأنه كلما شاهدنا أعماله نجد أنها ممتدة وتعبر عن الواقع ، مشيرا إلى أن الاحتفال به جاء نتيجة للصدق والإخلاص الذي قدم به أعماله.
وأكدت الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن صلاح ابو سيف من أبرز رواد الواقعية في السينما المصرية في مشوار امتد لأكثر من ستين عاما ، وأشارت إلى لمحات من حياة أبو سيف منذ أن تعرف على نيازي مصطفي وسفره إلى باريس ، ثم تقديمه لأعمال فنية عديدة أبرزها فيلم الفتوة وفجر الإسلام، وأنه كان استاذا للعديد من المخرجين العباقرة في الأجيال التالية.
واضافت أنه تولى عدد كبير من المناصب الادارية والفنية كما نال جوائز وأوسمة عديدة في الكثير من المهرجانات الفنية والسينمائية.
وقال أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة أن أبو سيف بدأ مشواره السينمائي منذ أن كان طفلا، عندما عشق السينما والشاشة الفضية، مشيرا إلى أن سينما ابو سيف واقعية توضح المجتمع بطبقاته كاملة، فالسينما مثل الترجمة جسر بين الشعوب.
وقالت الفنانة سميحة أيوب أن صلاح أبو سيف علم كبير وفنان عظيم، وانه كان يحب الممثلين الذين يعملون معه في البلاتوه، فكان أمينا مع كل الممثلين ويوجه الجميع، وذكرت الكثير من مواقف المخرج الراحل معها في العديد من الأعمال.
وقالت الفنانة أنوشكا أنها سعيدة أنها آخر عنقود أفلام صلاح أبو سيف بعد مشاركتها في فيلم “السيد كاف”، واستعرضت ذكرياتها مع المخرج الراحل ، وأنها كانت تتمني وجود صلاح أبو سيف لينقد أعمالها الحالية بعد أن طلب منها الاهتمام باختيار أعمالها.
واضافت أن صلاح أبو سيف تميز بالبساطة في التعامل والتواضع الشديد والرقي في التعامل.
وأشار الناقد أشرف غريب إلى أن قيمة صلاح أبو سيف أنه كان مثقفا حقيقيا يدرك قيمة الثقافة كعلم وعمل بالرغم من أنه لم يكمل الدراسة الجامعية ولكنه قرأ وكون معرفة موسوعية كبيرة وأتقن اللغة الإنجليزية .
وأضاف أن صلاح أبو سيف كان ينقل الواقعية من وجهة نظره وليس محاكاة، مشيرا إلى أن أحد نقاد السينما الألمانية اختار فيلم الفتوة كأحد أهم أفلام السينما في العالم ، مؤكدا أن أعماله ستظل خالدة في التاريخ السينمائي.
وأكد المخرج هاشم النحاس أن كل مخرج هو شعاع ومصدر نور لكل من حوله ، يضئ ويمنح حيويته لكل الأجيال القادمة، وذكر النحاس ملامح من ذكرياته مع صلاح أبو سيف منها كتابته عن مقال نقدي في مجلة ” المجلة ” عن أفلام ابو سيف، وأكد أن صلاح ابو سيف كان مطورا للنقد أيضا وليس للسينما فحسب .
وفي نهاية الاحتفالية تم عرض فيلم عن الراحل صلاح أبو سيف بعنوان ” نمرة 6 ” ، وكان المجلس الأعلي للثقافة قد أصدر كتابا بعنوان “نغمات على شاطئ الواقعية” من تأليف الدكتورة رانيا يحي، كما أقام المجلس معرضا لأفيشات أهم أفلام الراحل صلاح أبو سيف.